أدعوكَ بكلِّ إسمٍ ترتضِيه، لأنَّني أحبُّ أن أذكرَكَ دومًا، وأن أرى فيمَن يُرى، خفايا ألطافِكَ التي أستأنسُ بها. أدركُ بأنَّ الأمرَ على بساطتِه، قد لا يعني لأحدٍ شيئا، غير أنَّه على تفاصيلِه، يعنينيَ أنا، وأتتبَّع من خلالِه كيف تسيِّرُ وتيسِّر، لأُعاودَ تسبيحَك عدًّا ومدَّا. ربَّيتُ نفسي اليومَ ومن الأمسِ وغدا، على أن لا أمُدَّ عَيني على ما متَّعتَ به غيري، كي لا أُفتَنَ وأحزَن، وكي أرضى هُوَينًا وإن امتلأ قلبي بالأسئلة، وكي أقنعَ بأنَّ الخيرَ منكَ قادم، وأنَّ النَّصيبَ سيُصيب، وأنَّ القسمةَ منكَ هي الحقُّ والبرهان، وإن لم أفهم حكمةَ القضاءِ ومبلغَ القدَر. سبحانك، العينُ لا تمتدُّ وحدَها، لكنَّ النَّفسَ تشتاقُ لملاقاةِ سعدِ ما أرادَته، لذا أسألك بقدرتِك، وأنتَ القويُّ وأنتَ الأكرَم، ألَّا تختمَ أمري عند نفسِ المحطَّة، النَّاسُ تغدو وتروحُ وأنا أنتظر. يا ربِّيَ الواسع، هبني ما يفقِّهني معنى الحمدِ حقَّا، كي لا أتلفَّظ الحمدَ سريعًا كاعتياد، أريدُ ذلك اللَّفظَ البهيَّ المؤنسَ الَّذي أدركُ من بعدِه أنَّني ولو لمرَّةٍ واحدة، لستُ في المكانِ الخطأ.
عابدة كدور
عرض المزيد ...