Best analytics service

Add your telegram channel for

  • get advanced analytics
  • get more advertisers
  • find out the gender of subscriber
Ubicación del canal e idioma

audience statistics قناة بدر آل مرعي

رف صغير لحفظ المقالات والتدوينات، وشاطئ هدوء أفر إليه من ضجيج العالم 
34 6530
~0
~0
0
Calificación general de Telegram
Globalmente
26 947lugar
de 78 777
En categoría
721lugar
de 2 333

Género de suscriptores

Averigua cuántos suscriptores masculinos y femeninos tienes en el canal.
?%
?%

Idioma de la audiencia

Descubre la distribución de los suscriptores de canales por idioma
Ruso?%Inglés?%Árabe?%
Crecimiento del canal
GráficoTabla
D
W
M
Y
help

La carga de datos está en curso

Duración del usuario en el canal

Descubra cuánto tiempo permanecen los suscriptores en el canal.
Hasta una semana?%Viejos?%Hasta un mes?%
Ganancia de suscriptores
GráficoTabla
D
W
M
Y
help

La carga de datos está en curso

Hourly Audience Growth

    La carga de datos está en curso

    Time
    Growth
    Total
    Events
    Reposts
    Mentions
    Posts
    Since the beginning of the war, more than 2000 civilians have been killed by Russian missiles, according to official data. Help us protect Ukrainians from missiles - provide max military assisstance to Ukraine #Ukraine. #StandWithUkraine
    •• || 🎥 أصدقاءنا الكرام: نسعد أن نلتقي بكم في لقاءنا "السكينة القرآنية" روابط اللقاء: •• الويبينار: رقم المرور: 343687 •• رابط اليويتوب: لقاء نافع رافع نتمناه لكم.🌱
    Join our Cloud HD Video Meeting
    Zoom is the leader in modern enterprise video communications, with an easy, reliable cloud platform for video and audio conferencing, chat, and webinars across mobile, desktop, and room systems. Zoom Rooms is the original software-based conference room solution used around the world in board, conference, huddle, and training rooms, as well as executive offices and classrooms. Founded in 2011, Zoom helps businesses and organizations bring their teams together in a frictionless environment to get more done. Zoom is a publicly traded company headquartered in San Jose, CA.
    29 620
    225
    ستبث أيضًا على اليوتيوب بإذن الله
    15 399
    91
    الليلة بإذن الله دردشة عامة حول "السكينة القرآنية" ‏الساعة العاشرة بتوقيت مكة بإذن الله. ‏على صفحة الفيسبوك
    Log in or sign up to view
    See posts, photos and more on Facebook.
    18 088
    229
    سيغلق التسجيل الليلة الساعة 9:00 بتوقيت مكة ان شاء الله
    15 199
    58
    مرحبًا بالأستاذ الأديب حامد المالكي في عالم قنوات التلغرام.
    15 760
    25
    بسم الله الرحمن الرحيم
    14 929
    10
    للكرام هنا: ‏فتح باب التسجيل في "الاستهداء بالسنة" ‏وهو مجلس فجري يقام مرة في الأسبوع، نبدأ فيه بشرح "كتاب الأدب" من صحيح البخاري. ‏هدفه ضبط تصوراتنا في المفاهيم والأخلاق على منهاج الوحي ‏التسجيل سيغلق الإثنين الساعة التاسعة مساء بتوقيت مكة إن شاء الله.
    نموذج تسجيل في برنامج الاستهداء بالسنــة
    أهلًا بكم ياكرام.. عند إتمامكم للتسجيل سيظهر لكم رابط قناة الاستهداء بالسنة على التليجرام، كرمًا الضغط عليه والانضمام للقناة. حفظ الله لكم النّور والمعنى..
    42 569
    688
    في شتاء كهذا يحسن التأمل في مجازات الدفء، ومما اعتدناه في الذاكرة الشعبية ووصايا كبار السنّ التحذير من "العود المعجج"؛ العود: قطعة الحطب، والمعجج: أي الذي يخرج العجاج -الدخان-. أي احذر العود الرديء التي يكون ضمن حطب جيد. ومقصودهم: الصديق الذي يؤذيك، وظاهره أنه يدفئك. في كل مجمع علاقات بشرية عود معجج، شخصٌ يثير الدخان، يؤلم العين، لا يدفئك؛ لكنه محسوب على مجموعة أصدقائك، فإن أردت نزعه احترقت يدك، أو شئت إبقاءه استمر أذاه لعينك. تذكرت هذا التشبيه وأنا أقلب قبل يومين "شبة ضو" شتوية؛ العود المعجج أذى يدمع العين.
    Mostrar más ...
    31 333
    196
    التداوليات [1] فرع لطيف للسانيات؛ يهتم بدلالة الكلمة من جهة الاستعمال البشري لها. وفي هذا المسلك أحب التأمل في بعض الكلمات الدارجة ولطيف معانيها؛ كنت في اتصال مع شقيقي فقال: نلتقي آخر الأسبوع عند سيدتي الوالدة "ونتباصر". المباصرة في دارجتنا -وسمعتها في أغلب مناطق الجزيرة العربية- تعني تداول البصيرة، كما أن المشاورة تبادل المشورة. وقد عرفها الأستاذ الكبير عبدالكريم الجهيمان -رحمه الله- فقال: "باصريني: يعني ساعديني وأنيري بصيرتي بتداول الأفكار" [2] نحن نجالس بعض الناس لنتبادل البصائر، والبصيرة قوة القلب ونفاذ الرأي. أحيانًا لا تحتاج من جليسك إلى معلومة؛ تريد استعارة بصيرته، أن ترى بعيني قلبه ما خفي عنك من رأي. إذا احتجتكم في موضوع فستباصروني ككريم عادتكم. ————- [1] يغلب على ظني أن الدكتور طه عبدالرحمن هو من سكّ مصطلح "التداولية" مقابلًا لـ "Pragmatics"؛ وكانت قبله وبعده تترجم إلى الذرائعية أو المقامية أو نحو اثني عشر مصطلح آخر أحصيتها؛ انظر ما يؤيد هذا الظن في "تجديد المنهج" ص244 ومابعدها، و "في أصول الحوار" ص28. [2] أساطير شعبية من قلب جزيرة العرب (1/ 394)
    Mostrar más ...
    23 071
    108
    كنتُ قد كتبت عن نعمة الإحساس بالجمال، والذي أعتقده يقينًا أنه ما زاد عبد في التذوق الجمالي إلا كان أكثر قابلية لتلقي جماليات الوحي، وفي حديث أبي موسى في الصحيحين حديث عن هذه القابلية : "مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم، كمثل الغيث أصاب أرضًا، فكان منها نقية، قبلت الماء..."[1] هذا القبول هو عين ما أردته؛ فجماليات الوحي كالمطر، تصيب محلًا قابلًا فتنبت وتزهر. وبما أن الليل طويل، والوقت لائق بحديث المسامر، أهديكم مقطوعة تعجبني، وهي مع جمالها غير مشتهرة؛ وقد صانها رب الجمال من ابتذال عامة المتعاطين للغة. جاءت في ترجمة فتح الله بن النحاس هذه الأبيات، أعجبني منها وصفه لخوف المحب من هجمة الرقيب، وصف لمشاعر الإقدام والإحجام لمحبّ التقى خلسة بنسخة روحه؛ يقول في قصيدة مطلعها: " طرقَت طروق الطيف وهْنا .. ميالة الأعطاف حسنا" إلى أن قال: " وأقمت أنصب نحوها طَرْفـاً ونحو الباب أذْنا أخشى يُحِـسَّ بـنـا الـنّسيـ مُ فيخبر الروض الأغنّا ويولّد الوسواس لي جَرس الحليّ إذا أرنّا فتـقـول مـسـكـينُ المتيّـ مُ بالـنـســـيمِ يسيءُ ظنّا طب يافتى نفسًا فقد نامت عـيونُ الحيّ عنّا"[2] لمثل هذا يطرب الإنسان. —————— [1] رواه البخاري 79، ومسلم 2282 [2] نفحة الريحانة (2/ 528)، وبالمناسبة هذا الكتاب فيه ترجمة مغمورة لشيخ مذهبنا في زمانه الشيخ مرعي الكرمي -رحمه الله- (2/ 244- 250)
    Mostrar más ...
    22 125
    126
    ✨ فتِحَ التسجيل في برنامج ✨ 🏮 التأهيل الرمضاني 🏮 📆 مدة التسجيل: أسبوع واحد فقط رابط التسجيل (ادخل القناة والتفاعلية التي تظهر عقب التسجيل): رابط قناة المركز: أكرمونا بنشركم للإعلان وشاركونا الأجر 🍃
    التأهيل الرمضاني
    برنامج استعدادي لرمضان للتدرب على أهم الجوانب الإيمانية والتعبدية في حياة المسلم وتطبيقها عمليًّا، مع متابعة ومحاسبة يومية يقوم بها المستخدم من خلال موقع إلكتروني، فيتأهل لدخول رمضان ومعه رصيد من المحافظة على الفرائض وكثير من النوافل
    43 940
    569
    درس من ابن رجب: ————————- القراءة المركزة لتراث عالمٍ تمنحك صحبة معنوية له، تعرف لازماته اللفظية، وتستشرف زوايا تفكيره، وتكوّن تصورًا لطبيعته النفسية؛ كنت قد كتبت عن ابن حزم، والطوفي، واليوم سأقول لكم كيف أرى الحافظ ابن رجب -رحم الله الجميع-. هذا الرجل لم يكن ممن يحرص على تقديم نفسه بصورة المدقق؛ كان مقتصد الألفاظ، بسيطًا في مجالسه، لا يتفاصح، ولا يمد بساط الدعاوي العلمية. تملكتني غصة حين قرأت للمرة الأولى كلام ابن المبرد عنه، صنع ذيلًا على ذيله على طبقات الحنابلة، وترجم له. سرد مؤلفات الزين ابن رجب، ثم قال هذا الملمح الذي يخبرنا أن الكبار أرسخ جذورًا مما تظهره ثمارهم: "وكتاب «القواعد الفقهية»، مجلدٌ كبيرٌ، وهو كتاب نافعٌ من عجائبِ الدهرِ حتّى أنه استُكثِرَ عليه، حتّى زَعم بعضُهم أنه وجَدَ قواعدَ مبدّدة لشيخ الِإسلام ابن تَيمِية فجمعها، وليس الأمر كذلك، بل كان رحمه تعالى فوق ذلك"[1] استكثروا عليه تأليف كتاب القواعد، ورأوا في الأوراق التي تركها تحريرات فريدة، وهو الذي كان لا يهتم بتسويق نفسه. ومن أدل المواقف التي تدل على تساميه عن حظوظ النفس، ومواقف الاستعراض، وشهوات البروز= هذا الموقف العجيب. يقول ابن المبرد -رحمه الله-: "أُخبرت عن القاضي علاء الدين ابن اللحام أنه قال: ذكرَ لنا مرة الشيخُ [أي: الحافظ ابن رجب] مسألة فأطنب فيها، فعجبت من ذلك، ومن إتقانه لها، فوقعت بعد ذلك في محضر من أرباب المذاهب، وغيرهم فلم يتكلم فيها الكلمة الواحدة. فلما قام قلتُ له: أليس قد تكلمت فيها بذلك الكلام؟! قال: إنما أتكلم بما أرجو ثوابه، وقد خفتُ من الكلام في هذا المجلس" [2] لم ينتفض خشية أن يوصف بقلة العلم بين أقرانه، ولا تأول لصورته المعلقة في نفوس الآخرين. إيهٍ يا نسيم المخلصين، إيهٍ يا عرف الأسوياء. ————— [1] الجوهر المنضد لابن المَبرَد الحنبلي (1/ 49-50) [2] السابق (1/ 52)
    Mostrar más ...
    22 356
    151
    بابٌ: في أن التوبة ثمرة لا بذرة: —————————————- جربتُ في حياتي أمرًا وأرجو أن يكون في ذكره نفع لمن يقرأ؛ التغيير للأفضل في تدينك ليس "قرارًا" تتخذه. التغيير الذي يرسخ هو ما كان "نتيجة" أعمال صالحة أخرى. سأضرب مثالًا: إذا عزمت على بر الوالدين، وإلانة الكلام لهما، فالطبيعة البشرية تأبى أن يكون "قرارك" بالبر صامدًا لأبعد من حالة شعورية عابرة. الحل أن ندخل في السلم [الإسلام] كافة، أن نستعين على الطاعات بالطاعات، ندخل أجواء الصلاح بأكثر من عبادة حتى تكون التوبة "نتيجة" لا "قرارًا". تريد إقلاعًا عن الكلام البذيء؟ لا يكفي أن تقرر هذا، عليك أن تحافظ على صلاتك، تبر بوالديك، تحسن خلقك، سيأتيك الإقلاع عن بذيء الكلام "نتيجة" لصلاحك، لا "قرارًا" تتخذه. لاتستهن بهذا المعنى، وتذكر معي: التوبة ثمرة لا بذرة.
    Mostrar más ...
    31 314
    545
    بئر الرضا: ————- آسفٌ على هذه الصورة غير اللبقة؛ لكنّ بعضنا يبصق في بئر رضا إخوانه، تجد المرء يحكي عن تفاصيل حياته على أنها عادية، فيأتيه من يفسد فرحته، ويعكر صفو أيامه، ويوقد في صدره كلمات وأسئلة ماكانت تخطر بباله. أحد الأصدقاء المقربين اشتكى لي من عدم تقبله لزوجته، وبدأ يحكي عن تقصيرها، وحشد لها من صفات التبخيس ما يجعلها عديمة الفائدة. أعرف صديقي؛ نخرج لمطعم فلا يشترط، نسافر ولا يدقق في المكان، ولا تغريه التفاصيل، سمحٌ متغافل، وأعلم من حديثه السابق أن زوجته حسنة الخلق، طيبة المعشر؛ فما الذي حدث؟ حاولت الرجوع به لأصل المشكلة، كلما تحدث عن حاضره أعدته للماضي -حتى أفهم سر تغيره-، أنا واثق أن بئر رضاه تعكرت فما عاد يستعذبها. وجدت ضالتي حين قال هذا الموقف، قال البداية من محادثة بيني وبين صديق، طلب مني تصوير غلاف كتاب تحدثنا عنه. يقول: صورت له الكتاب بعشوائية فظهر الغلاف، وحوله جزء من المكتب، على المكتب كوب شاي كرتوني. قال صاحبه: كوب كرتون؟ أنت عزابي الآن؟ زوجتك عند أهلها؟ قال: لا، ليه السؤال؟ قال -الكلمة الصادمة-: كوب شاي كرتوني! تزوجت ليش؟ غيرك زوجاتهم يهيؤون لهم ما لذ وطاب أثناء بحثهم، أنت لست بقليل، لا تهن نفسك فيعتادوا مهانتك. قال: والله ما طاب لي مطعم ولا مشرب بعدها، وصرت أنظر لزوجتي على أنها شيطان، وكلما طلبت مني شيئًا قلت في نفسي: ولماذا تطلب وهي مقصرة بحقي؟ حاولت تفكيك الفكرة في عقله، وأحسب أنه اقتنع. لكن بالله عليكم؛ إذا رأيتم من يعمل 16 ساعة وهو راضٍ؛ لا تقولوا: وأين أوقات راحتك؟ وإذا رأيتم من يحكي برضا عن راتبه؛ لا تقولوا: كيف بك إذا دهمك طارئ؟ وإذا رأيتم من رضي عن شريكه فلا ترفعوا سقف تطلعاته. نحن في زمن القلق، ومد العين، إياكم والبصق في بئر الرضا.
    Mostrar más ...
    46 058
    960
    حول الشروح المنهجية مرة أخرى: —————————————— هذا تتميم لما كتبت قبل يومين حول "الشروح المنهجية"؛ قررت آنذاك أن الأصل الذي يجب أن ترتكز عليه الشروح -سواء كانت لمتون أو تعليقات الكتب- حاجة الطالب لا عرض علم الأستاذ. كل انحراف عن هذا الأصل سيسبب تشوهات للمعرفة ولذهنية الطالب، وقد عزا ذلك العلامة الطاهر بن عاشور إلى محبة الأستاذ رسم صورة ذهنية تشي بالتحقيق وعلو الرتبة في العلم فقال: "يعرض كثيرًا لمن اتَّسعت معلوماتهم من المتصدِّرين للتدريس في مبدأ تصدُّرهم؛ فيدفعهم حبُّ إظهار ما لهم من المزيَّة، ثمَّ لا يلبث أن يستيقظ من بهجته ويصير إلى وضع المقادير في نصابها" [1] الإنسان في مرحلة ما من عمره يبحث عن قبول واعتراف، فيبذل في سبيل ذلك ما قد يخجله لاحقًا إذا نضج. وممن اعترف بسلوك هذا المسلك العلامة محمد الخضر حسين -رحمه الله- في الرحلة الجزائرية إذ قال: "وقد كنت -عافاكم الله- ممن ابتلي درسه باستجلاب المسائل المختلفة الفنون، وأتوكأ في ذلك على أدنى مناسبة حتى أفضى الأمر إلى أن أتجاوز في الدرس شطر بيت من ألفية ابن مالك مثلاً، ثم أدركت أنها طريقة منحرفة المزاج، عقيمة من الانتاج، ونرجو أن تكون توبتنا من سلوكها توبة نصوحا" [2] نقله رفيق دربه وخليل روحه الطاهر بن عاشور ثم عقب بقوله: "وأنا أيضا عرض لي مثل ذلك في تدريس المقدمة الأجرومية فكنت آتي في من شرح الشاطبي على الألفية، وفي درس مقدمة إيساغوجي، فأجلب فيه مسائل من النجاة لابن سينا ثم لم ألبث أن أقلعت عن ذلك"[3] هذه الحالة الاستعراضية التي مررنا بها كلنا تشبّ وتخبو، تبحر وترسو، زبد لا يمكث في القلوب المؤمنة بشرف الرسالة وحق الطلاب في الترقي المنهجي المتدرج، فالإمام الشافعي -رحمه الله- يقول: "ازدحام العلم في السمع مضلّة للفهم"[4] النضج العلمي قوامه مراعاة الحاجة، وتجريد النية عن حظوظ الظهور اللافت، وغرس جذور الروح في تربة المسؤولية. ————— [1] أليس الصبح بقريب ص17 [2] الرحلة الجزائرية ص37-38 وهو في "أليس الصبح بقريب" الصفحة السابقة [3] أليس الصبح بقريب ص17 [4]عزاه الزبيدي في شرح الإحياء للشافعي (1/‏ 334)، وهو برواية أطول عن عتبة بن سفيان يوصي معلم ولده كما في التذكرة الحمدونية (1/ 354).
    Mostrar más ...
    19 283
    89
    التخصص الانتقالي: ————————- تشيع في أوساط طلاب العلم أحاديث عن ثنائية "التخصص" و "التفنن"، وهذا تبسيط مخل. ما أريد قوله هنا فكرة لطالما آمنتُ بها؛ ألا وهي تفكيك النظر للتخصص إلى مجموعة أجزاء. التخصص -الأكاديمي- يعبر إدوارد سعيد بأنه "ضغط" على المثقف. ومما قاله عن الضغوط الأربعة: " أما أول هذه الضغوط فهو التخصص ، فكلما ارتقى المرء في مدارج النظام التعليمى اليوم، از داد انحصاره في النطاق الضيق نسبيًا لمجال من مجالات المعرفة. ولا أعتقد أن أحدا يستطيع أن يعترض على اكتساب المقدرة والكفاءة في ذاته، ولكنه إذا أدى إلى إغفال النظر إلى كل ما لا ينتمى إلى المجال المباشر للتخصص [أي: هنا يكمن الاعتراض] [1] تقسيم العلوم إلى وسائل وغايات ليس حاصرًا، فتوظيف العلوم لا يكون بهذا التجريد الأولي. في المعرفة التراثية إدراك خفي لرتبة "التخصص الانتقالي"، فسيدنا ابن عباس كان آية في معرفة الشعر وأيام العرب؛ لكنه بتعبير الأكاديميا "متخصص" في التفسير، والتخصص الانتقالي تراه عند الإمام الشافعي حين استفتح حياته بالتبصر في الشعر فأنتج لنا رسالته المؤسسة لحقل الأصول، أبو جعفر الطبري شيخ المفسرين له تخصصات انتقالية أهلته للتفسير، الطاهر ابن عاشور جعل من اهتمامه البلاغي تخصصًا انتقاليًا لتخرج لنا تحريراته وتنويراته. أحب في هذا المقام فكرة مجاهد ابن جبر -تلميذ ابن عباس- حين قال: "استفرغ علمي القرآن"[1] وأفهم منه أن تفسيره كان مصبًا لتخصصات انتقالية مسبقة. هل هناك فرق بين الكلام عن آلات العلوم وبين التخصصات الانتقالية؟ نعم؛ فآلة علم معين تكون جزءًا منه ولو بلون آخر، فالمتعلم يتعلمها وعينه على تخصصه، يرى الآلة هامشًا مؤقتًا. أما التخصص الانتقالي فمعناه التوافر على علم وكأنك لن تتقن غيره، حتى إذا حصلت ذوق الفن، وصرت من أهله، اتخذت هذه الملكة جواز سفر لعلمٍ آخر. أنت في التخصص الانتقالي تتعلم النحو كأهله؛ ولا تتعلم نحو الفقهاء. انظر لهذين النصين لمتقدم ومتأخر؛ لكن سمت المعرفة الشرعية التراثية له بصمته الموحدة، بخلاف روح التخصص الأكاديمي المعاصر: 1- جاء في الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى هذا النص: "وحكى بدر الدين القرافي إن الإمام الشافعي كان يقول ما معناه: دأبت فِي قراءة علم التّارِيخ كَذا وكَذا سنة وما قرأته إلّا لأستعين به على الفقه" [3] هذه قراءة تخصص انتقالي، لا يراد منها المعلومات، وإنما الملكات. 2- كان العلامة عبدالحميد الفراهي [ت: 1349 هـ] يقول: "كلما ازددت علمًا واحدًا ازددت علومًا فيما علمت" [4] وهذه عبارة مشرقة تحمل من المعاني أضعاف ظاهرها اللفظي. ما نتيجة ما أريد قوله؟ سأذكر رؤوس أقلام تحتاج بسطًا في ورقة: 1- طبيعة المعرفة الشرعية أوسع من ضيق التخصصات الأكاديمية ولو كانت شرعية. 2- الإبداع العلمي في العلوم الشرعية يكون بتفعيل "التخصص الانتقالي"؛ أما استجلاب أدوات العلوم الإنسانية في المباحث الشرعية فعصا الأعمى الذي يحس بوجود انسداد لكن لا يعرف المخرج. 3- التخصص -في الأصل- محطة عبور لا نقطة وصول. 4- التخصص الجامد بصيغته الأكاديمية لا يفني العمر فقط؛ ولكنه يعطل الملكات، ويضيق المدارك. 5- وصف من لا يحمل شهادة الأكاديميا المقدسة في الشريعة بأنه من هواة المجال لا متخصصيه يعرقل مسيرة الإحياء العلمي؛ فطبيعة العلوم الشرعية والعربية لا تحتمل قوالب الأكاديميا، وحصرها تضييق يساهم في الإضعاف أكثر. وللحديث ذيول تبسط هذه الإشارات. ——— [1] المثقف والسلطة، إدوارد سعيد، ترجمة: محمد عنان ص133-134 [2]فضائل القرآن للقاسم بن سلام (1/ 101) [3]الاستقصا (1/ 59) [4] دلائل النظام ص46
    Mostrar más ...
    19 863
    194
    إياك والفرح بموافقة من يحكّم عاطفته في تقييم الأشخاص بقوله: "لم أكن مرتاحًا له"؛ اليوم يقولها في خصمك، وغدًا حين تختلفان يستفتي مزاجه المقدس فيك أيضًا.
    20 250
    178
    البس ثوبك: —————- كنتُ أحادث رجلًا خمسينيًا يشكو حزنه، قال ما معناه: لم أطلب من زوجتي أو بنتي شيئًا في حياتي، والآن أشعر باحتياجي لبعض الأشياء لكن كسر الألفة شديد، كنت أمنّي نفسي أنهم سيذكرون لي هذا، وها أنا أرى أقراني يطوف عليهم أولادهم قبل أن ينطقوا بالطلب؛ وأنا أتآكل بحسرتي. قلت له كلامًا مفاده أنه لم يفت شيء، وأنه لا بأس من استحداث عادة، لابد أن تكون صريحًا ولن يعيبك أن تلبس ثوبك الذي يليق بك. البس ثوبك؛ فلكل وجه من شخصياتنا ثوبه الملائم. حين تكون زوجًا؛ لا بأس أن تطلب ما تتمناه بأدب ورفق، لا تسكت بانتظار أن يبادر طرف بفهمك وأنت صامت، وإلا ستندم. حين تكون طالبًا؛ اسأل ما بدا لك، البس ثوب الطالب المفصل على حالتك، وإلا فقدت أشياء مهمة. حين تكون أبًا؛ اطلب من أبنائك البر وبادلهم المحبة، اعتب حين ينقصك شيء، لا تنتظر أن يلبسك أحد ثوب الأبوة وأنت قد نزعته. حين تكون صديقًا؛ عاتب بلطف على تقصير بدا في حقك، لا تلعب لعبة انتظار المفاجآت؛ استبقِ نفسك وإخوتك بالتذكير. حين تكون أستاذًا؛ لا يعيبك أن تطلب احترامك، تبسّط ما اتسع صدرك، ثم ضع حدودك بصرامة؛ البس ثوب أستاذيتك دون خجل. أينما تكن؛ البس ثوبك، وإذا علمتَ من نفسك سماحة للتنازل عن حقك دون ندم لاحق فافعل، وإن كنتَ ستتنازل ثم تندم فإياك وإياك. قرأت في الأشباه والنظائر لابن نجيم الحنفي قوله: "رأيت في الهبة من منية المفتي: فقير محتاج معه دراهم، فأراد أن يؤثر على نفسه، إن علم أنه يصبر على الشدة فالإيثار أفضل وإلا فالإنفاق على نفسه أفضل، انتهى" [1] وهذا في شأن الأخلاق آكد، إذا تنازلت عن شيء من حقك وآثرت به غيرك فانظر صبرك؛ ثم قرر. البس ثوبك؛ فإن قررتَ نزعه بإرادتك فلا تشكُ لأحد برودة أطرافك. هذا حديثٌ بعيد عن مثالية النصائح الاجتماعية، وأعتذر لمحبي العبارات المغلفة. ——————— [1] طبعة دار الكتب العلمية، ص١٠٢، أثناء حديثه عن مسألة " هل يكره الإيثار في القُرَب"
    Mostrar más ...
    22 147
    444
    في سنن الترمذي ومسند أحمد قال صلى الله عليه وآله وسلم: ‏"من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة" ‏الشريعة تقرر في أكثر من موضع أن الجزاء من جنس العمل، وأفهم من التناظر بين العرض والنار أن مس العرض كمس النار في الألم والأثر؛ لذا كان مستحقًا لجزاء من جنس عمله.
    15 998
    96
    ابتلينا بحالة من التطرف الشعوري تجاه التعامل مع القدوات، صرنا في رهاب مستمر من كل حكم؛ نخشى أن نثني على مستحق فنوصف بالتقديس والمبالغة، أو ننتقده فنوسم بالإسقاط والحسد. دعونا من أوهام الطرفين؛ الحق أن ثمّ قدرًا من حفظ المقامات لابد أن يستحضر قبل أي تحذير أو نقد، لا يعني هذا منع النصح أو حتى منع النصح العلني؛ لكنّي أقول أن تخطئة ذوي الهيئات فيه خطوة إضافية حريٌ أن نتبصر قبلها وهي: صيانة الرصيد الرمزي. إنكار المنكر واجب؛ والنظر لابدّ أن يمتد لمعطيات أخرى، نوع المسألة، وأثرها، وتكررها، ودافعها، ورتبتها. ثم ننظر لمعطيات الرد، أسلوبه، وأثره على المسألة، وأثره على رصيده الرمزي. هذا في حال التسليم بوجود منكر. بعض العلماء يكون رأسًا يقتدى به في مجال، و قوته إما في علمه، أو في شخصيته العامة وجاهه الحاضر، أو هما معًا؛ ليس من الرشد أن تنظر للخطأ دون فاعله. وأكرر أن هذا لا يعني التقديس عند من يفهم دلالات الكلام، لكنها دعوة لعدم كسر الحاجز الزجاجي فيدلف منه من يحطم بقية الحاجز ويحطم الشخص معه. وهذا معلوم عند السلف؛ قال ابن عبد البر -رحمه الله-: روى ابن وهب عن ابن لهيعة عن بكر بن الأشج عن القاسم بن محمد أن رجلًا قال له: عجبتُ من عائشة حين كانت تصلي أربعًا في السفر، ورسول الله ﷺ كان يصلي ركعتين، فقال القاسم بن محمد: "عليك بسنة رسول الله ﷺ، فإن من الناس من لا يُعاب" [1] وروي عن مالك أنه قال: بلغني عن القاسم بن محمد كلمة أعجبتني، وذاك أنه قال: "من الرجال رجال لا تذكر عيوبهم" [2] وروى مالك بن أنس قال: سمعت الزهري يقول: سمعت سعيد بن المسيب يقول: "ليس من شريف ولا عالم ولا ذي سلطان إلا وفيه عيب، لا بد، ولكن من الناس من لا تذكر عيوبه، من كان فضله أكثر من نقصه وهب نقصه لفضله" [3] ليست المسألة أهوائية، ولا دعوة لترك النكير، ولا هدفها التعصب للأشخاص، هي محاولة اتزان لفقه الإنكار بما يغلب خروج أثره عن المسألة إلى الشخص، فبعض الناس قد يعالج سوسة فيقتلع الضرس، استحضر ما ذكرته من معطيات فإن غلب عندك -بعد كل هذا- وجوب الإعلان فأعلن نكيرك، وإلا فلا. فكّر في نقطة؛ أن التردد للحالة التي يمثلها، وليست لشخصه، ثم قرر. ———— [1] جامع بيان العلم وفضله (2/ 1208) [2] تاريخ أبي زرعة (1/ 420) [3] الكفاية للخطيب (1/ 79)
    Mostrar más ...
    20 845
    184
    المزاج التربوي في العلم: ——————— يكاد يتفق الجميع أن أوساطنا العلمية بها من التشوهات الأخلاقية ما لا يصلحه إلا بعثُ نبي، وهذا الأمر منشؤه تغيير منزلة الأخلاق وجعلها وحدة منفصلة عن العلم. الأخلاق روح العلم؛ كلام جميل، ولكن كيف تكون روحه ونحن نتحدث عن الأخلاق في دروس منفصلة، وننحي الجسد عن الروح. نحن نتحدث عن "قيم الخلاف" بحديث حالم خارج منظومة العلم، شيءٌ إضافي للتزيين، نكثر من ذكر أمثلة على مواقف حصلت دون أن نعرف المسألة التي اختلفوا بها لنرى متى يسوغ الخلاف، ومتى يحرم، محصولنا عن الخلاف وأخلاقياته حزمة إنشائيات نحفظها، لا تصمد حين تهب معارك الأفكار. أحب أن ننصف دون أن نقدم بسطرين أن" هذا من باب الإنصاف ولن يمنعنا الخلاف من ذكر محاسن خصومنا"؛ هذا النفَس التربوي أفسد مزاج العلم. أنصف دون إشعار القارئ أنك ستأتي باستثناء، بعضنا إذا ترحّم على خصمه شعر بأنه مثال أخلاقي لا يجارى؛ فيسبق ترحمه بتأصيل الإنصاف، ويلحقه بأننا نترحم لأننا متخلقون بقيم العلم. انظر إلى الإمام ابن عبدالهادي صاحب المحرر، ساق حديثًا، ثم خرجه قائلًا: "رواه أحمد، وأبو داود، وابن ماجه، وابن حبان، والنسائي، والترمذي وصححه. وقال بعض المصنفين الحذاق: (رَواهُ مُسلم) وهو وهم. [1] كان يقصد بقوله "بعض المصنفين الحذاق": المجد ابن تيمية صاحب المنتقى. هكذا؛ تطبيق لأخلاق النقد، دون طنطنة، ولا تسييل للمعرفة بحيث تتحول إلى إنشائيات تربوية. تخيل لو كان ابن عبدالهادي معاصرًا؛ سيذلنا بكلمة "الحذاق" التي جاد بها على خصمه، وسيلوح للناس أنه فاضل يعامل الآخرين بالحسنى؛ تذكرت في هذا المقام مجلسًا كنت فيه، اتّصل والد أحد الحاضرين عليه ففتح المكبر، وبدأ يردّ بتكلف، وكلمات غير معتادة من صنوف الترحيب، وسكت المجلس انتظارًا لفراغه، لما انتهى قال: هكذا نعامل والدينا، من الذي قال أننا حين حصلنا الدكتوراة نسينا البر! منشأ الغلط هنا أنا نرى الإنصاف فضلًا، وعدم تجريح الخصوم منة نجود بها عليهم، ولو كنا نراه حقًا واجبًا لا منّة لنا فيه لأجريناه في الكلام بكل سلاسة وفطرية، حقٌ أديناه، وانتهى. وصلنا لمرحلة نمنّ بديهيات التعاطي العلمي من نقل كلام المخالف كما هو، وعدم بخسه حقه، والبعد عن الفجور في الخصومة؛ إنجازات عظيمة عندنا أننا نؤدي ما نزعم عند التنظير أنه حقّه، يا للبؤس. دَرّس الفقه وحين تعرض لمسألة خلافها معتبر كن متزنًا؛ هذا يكفي، لست بحاجة لسلسلة تربوية عن فقه الخلاف حينها؛ لأن "كثرة" إفراد هذه الواجبات الأخلاقية بدروس تربوية يرسخ الانفصال بين العلم والأخلاق دون أن نشعر. مشوار طويل من إصلاح منظومة العلم الشرعي أول خطواته: أن نتخفف من الحديث "حول" العلم، ونتحدث "في" العلم مباشرة، أرني أخلاق العلم ولا تحدثني عنها. الأخلاق روح العلم، والروح لا تكون خارج الجسد إلا في حال الموت. ————- تنبيه: حديثي عن "الأخلاق" و "البديهيات" و"الفطرة" هنا بمعناها الأولي الذي تنصرف إليه الأذهان، دون حمولات دلالية أخرى. [1] المحرر (1/ 163)
    Mostrar más ...
    15 401
    157
    بابٌ: في الشرح المنهجي للمتون: ——————————————— لا أجيز لنفسي شرح متن ارتجالًا مهما صغر حجمه، فشرح المتون فنّ يحتاج إلى دقة، وأهم ما أراه في هذا الباب: القاعدة الأولى: تناسب الشرح مع المتن: فلا يشرح المتن المختصر بعبارات مطولة، وأهم ما يصنعه الشارح في المتون الابتدائية؛ فك العبارة، تصوير المسألة، الاستدلال. أما فك العبارة: فهو نفسه ما يعبر عنه بـ"حل الألفاظ" ومعناه: تبيان المبهم وإظهار الضمير بأوضح مفردة. وحل العبارة مشتهر عند الفقهاء والأصوليين كما ترى: "الدر النقي في حل ألفاظ الخرقي" لابن المبرد الحنبلي، و"بغية المتتبع لحل ألفاظ الروض المربع" لإبراهيم بن أبي بكر العوفي، و"الأنجم الزاهرات على حل ألفاظ الورقات" للمارديني؛ وغيرهم. أما تصوير المسألة فمعناه: تقريب المعنى لذهن المتلقي حتى يدركه، قال الإمام الغزالي: "لأن وضع الصور للمسائل ليس بأمر هين في نفسه، بل الذكي ربما يقدر على الفتوى في كل مسألة إذا ذكرت له صورتها، ولو كلف وضع الصور، وتصوير كل ما يمكن من التفريعات والحوادث في كل واقعة عجز عنه" [1] أما الاستدلال فمعناه: الاجتهاد في ذكر الدليل الذي اتكأ عليه صاحب المتن في عبارته، وقد أشار الحافظ ابن رجب إلى لفتة منهجية مهمة في التفريق بين دليل صاحب المذهب، واستدلال من بعده؛ فقد يصيبون مقصده وقد يخطؤون. القاعدة الثانية: أن يتسق في منهجية شرحه؛ فلا يفصل في البداية، ثم يفتر وتكون خواتيم شرحه تعليقات خفيفة، إما أن يقتضب من أول باب أو يتوسع. وهذه ظاهرة بشرية متفشية؛ وقد أحصيت 34 شرحًا فقهيًا كان نفس الشارح في أول الشرح يافعًا مندفعًا للتفصيل، ثم خبت تلك الجذوة بعد منتصف المتن أو أواخره. القاعدة الثالثة: يرقّي عبارته، ويرفع مهاراته في المتون المتوسطة؛ ففي المتون الفقهية مثلًا يزيد على تصوير المسألة= تحرير معتمد المذهب، وإلى الاستدلال= تحقيق الدلالة. فشرح مسألة "أقسام المياه" من متن مبتدئ، لا تكون كشرح نفس المسألة من متن متوسط أو ما فوق، مع أن المسألة واحدة. القاعدة الرابعة: الحفاظ على لغة العلم، والتعبير بمصطلحات أهل الفن؛ فلكل حقل علمي لغته ومصطلحاته، وطالب العلم تفتح له أبواب كتب المتقدمين ومحققي الفن إذا هدي لشيخ يحاكي لغتهم. ومن هذا؛ ألا تحمله رغبات التقريب أن يهون مسألة، أو يبسطها و يقصقصها فلا يبقى لها ملامح. القاعدة الخامسة: الحذر من عيوب الشروح الصوتية من ارتجال، واستطراد مزاجي، وإيراد لما عنّ في الذهن. وقد نص ابن الحاج [ت:737هـ] على هذا فقال في مدخله: "وينبغي له إذا أخذ يتكلم في الدرس فأوردت عليه المسائل والاعتراضات والتنظيرات أن لا يجيب أحدًا عن مسألته، وليمضِ فيما هو بسببه، ويسكت من أورد عليه برفق، أو يأمر من يسكته، لأن الإيراد إذ ذاك يخلط المجلس، ولا يحصل بسببه كبير فائدة"[2] ولابن بدران الحنبلي [ت:1346هـ] نقل مطول في نقد الشروح الفقهية غير المنهجية؛ انظره كرمًا[3]. القاعدة السادسة: ضبط سمت الدرس الفقهي، فيكون تعليميًا دون الانتقال لمقامات التعبد والقضاء، وهذه قاعدة تحتاج مزيد بسط وتفصيل. وخلاصة ما أردت قوله: الشارح الجيد يكبح جماح نفسه، فلا يذكر كل ما يعرفه، ويكتفي بما يحتاجه الطالب في تلك المرحلة، فرق كبير بين: عرض المعرفة واستعراضها. وما تشتت الطلبة إلا بسبب الشروحات الماراثونية غير المنهجية، أعرف من شرح أول عبارة "اعلم رحمك الله" في ستة دروس، وطلابه يعدون ذلك سعة علم، وأراه عيًا وضعف إدراك لمقاصد المتون. وأحب في هذا المقام كلمة أبي سليمان المنطقي إذ قال: "والكثرة فاتحة الاختلاف، والاختلاف جالب للحيرة، والحيرة خانقة للإنسان، والإنسان ضعيف الأسر، محدود الجملة، محصور التفصيل، مقصور السّعي" [4] وللحديث صلة إن شاء الله. —————— [1] حقيقة القولين المطبوع ضمن مجلة الجمعية الفقهية السعودية ع:3 ص291، وهذا النقل كان العلماء ينقلونه بواسطة "الرد على من أخلد إلى الأرض" للسيوطي ثم إلى المستصفى لأن "حقيقة القولين" ألحق به في نسخة تشتربيتي، حتى ظهر "حقيقة القولين" مستقلًا في طبعتين حتى الآن. [2] المدخل (1/ 117) [3]المدخل إلى مذهب أحمد (1/ 485) [4] انظرها في الإمتاع والمؤانسة لأبي حيان التوحيدي (1/ 350)، وسياقها مختلف عن سياقنا؛ لكنها كلمة فتاحة.
    Mostrar más ...
    15 783
    165
    بابٌ: في جماليات الموت: ——————————- تأملت في فكرة الموت في الإسلام، وأطلت النظر علّي أصوغ الفكرة خرجت بها بأوضح بيان. الموت في الإسلام ليس أداة ترهيب عدمية، ولا فزاعة عبثية؛ تأمل معي هذا التوازن: تقرأ أحاديث تحث على ذكر الموت وقصر الأمل، ثم تقرأ أحاديث تكره تمني الموت بسبب ضر نزل بك. أنت في حال كبح مشاعر؛ إن انزلقت في ملذات الحياة أتى ذكر الموت ليذكرك بالحقيقة؛ أننا هنا لنعبد الله أولًا، ونستعد للقائه. وإن غشيك همٌ فأردت الخلاص من الحياة أتى كبح المشاعر المكتئبة لتعود لنقطة إكمال الحياة بكل تفاصيلها، فيمنع تمني الموت. حب الدنيا يأتيك؛ فإذا زاد عن حده أتى ذكر الموت ليقصر الأمل. وحب الموت قد يتلبسك؛ فإذا زاد عن حده أتى الأمر بعدم تمني الموت ليعيدك لدار العمل. وما رأيت معنى أدل على هذا من حديث حب لقاء الله؛ في الصحيحين من حديث عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أحبَّ لقاء الله أحبَّ الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه، قالت عائشة أو بعض أزواجه: إنا لنكره الموت، قال: ليس ذاك ولكن المؤمن إذا حضره الموت بُشَّر برضوان الله وكرامته فليس شيء أحبَّ إليه مما أمامه فأحبَّ لقاء الله وأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا حُضر بُشِّر بعذاب الله وعقوبته فليس شيء أكره إليه مما أمامه كره لقاء الله وكره الله لقاءه”[1] فالعبد إذا عمر قلبه بالشوق إلى لقاء الله في الدنيا أحسن العمل، فإذا اقترب أجله أحبّ رؤية ثمرة اشتياقه. ذكر الموت معين على الفضائل؛ وما رأيت أعون على حسن الخلق والعفو عن المسيء من ذكر الموت، فتستحضر أن الدنيا قصيرة، ولا تستحق أن تعادي على فتات زائل. وهو معين على الجود؛ فالكفن لا جيوب له كما في المأثور الشعبي، فتسمح نفسك وتتهذب. وهو معين على حسن الظن بالله؛ فما لم نحصله في الدنيا من عدل استقر يقيننا أننا سنراه في الآخرة، فنؤجل الانتقام، وندفع أوراق من ظلمنا للمحكمة الكبرى؛ يوم القيامة. وهو معين على الإخلاص؛ فالجزاء التام للإحسان يوم القيامة، فلا تترقب ثناء مخلوق، ولا تقديرًا لجهودك. وهو معين على الاستمرار والصبر على الأذى؛ فالله سبحانه قال: "ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون * فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين * واعبد ربك حتى يأتيك اليقين" فضيق الصدر الناتج من الأذى القولي حلّه في التسبيح والسجود والاستمرار في التعبد حتى حضور الأجل. تأمل معي هذا الحديث في وصف العلاقة بين الإنسان وأجله وأمله: قال صلى الله عليه وآله وسلم: ""خط النبي ﷺ خطاً مربعًا، وخط خطًا في الوسط خارجًا منه، وخط خُططاً صغارًا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، فقال: هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به -أو قد أحاط-، وهذا الذي هو خارجٌ أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا" [2] نخاف الموت عند استحضار تقصيرنا، ونكرهه لضعفنا عن فراق الأحبة، ونستوحش عند ذكره لأن به قطعًا للمطامع، فما ذكر الموت عند سعة إلا ضاقت النفس، ولا ذكر في ضيق إلا اتسعت. ذكر الموت ضرورة لتحسن دنيانا، وتهذب خبائث نفوسنا، وتلين قلوبنا، ويتصل بالله أملنا. نحن المسلمين نحب الموت لما فيه من مظاهر عدل؛ فهو شامل لكل مخلوق بلا استثناء، وهو عدل أيضًا من جهة أن لا أحد يعرف زمن أجله ولا مكانه، وهو بوابة لأخذ الحقوق ممن أضرونا في الدنيا؛ فالموت مفتاح للعدالة. ونكرهه حين نستحضر قصورنا بحق الله، وما نعلمه من أهوال بعده، وما يكون به من فراق ووحشة وأحوال مصيرية. هل أخاف الموت؟ نعم؛ أخاف⁩ ⁦ الموت⁩ خوفًا حقيقيًا، ولن أكابر بزخارف القول وأتشاجع في موطن أعقل مواقفك فيه أن تكون مشفقًا، أرجو من الله أن يقبضني وأنا واسع الخطو في السير إليه، وأن يعفو عن خطاياي، ويجبر نقصي، ويسامح غفلتي، ويعينني على خجلتي منه سبحانه. ومع ذا أرجو أن يكون أول النعيم، وجسرًا لما أجلناه في الدنيا لعجز أو تقوى. ———- [1] أخرجه البخاري (6508) مختصرًا، ومسلم (2686) مطولًا. [2] أخرجه البخاري (6417) بنحوه، والترمذي (2454)، وأحمد (3652) باختلاف يسير، وابن ماجه (4231) واللفظ له.
    Mostrar más ...
    21 450
    400
    غمرات: ——————- يذكر الفقهاء رحمهم الله مسألة "قصر صلاة الهائم" أو "راكب التعاسيف"؛ وبعضهم يجعلهما شيئًا واحدًا، وبعضهم يفرّق بين المسألتين[1]. والمعنى: أحكام من هام على وجهه وسلك طريقًا غير محدد من شدة الحزن والتفكير. والتعاسيف: هي الطريق غير المسلوكة، حين يمشي الإنسان دون تحديد وجهة. وهم يذكرونها في مواطن من أحكام المسافر؛ هل يقصر الهائم؟، وتأتي في السفر بموطن استقبال القبلة، وتأتي أحيانًا عند أحكام المواقيت: هل من سار هائمًا دون تركيز ومر بميقات هل عليه أحكام؟ والمسألة مشجية كلما مررت بها، غلبة شعور الانكسار تصنع إنسانًا له أحكام مخصوصة، وهو فاقد لجزء من اتزانه المعهود عنه. اللهم عافنا، واجبر كل من غلبته الهموم، وسخرنا لتفريج الكربات. ————- [1] ممن جمع بينهما الغزالي، انظر الوسيط: (2/ 65)، و (2/ 608)، ورد بعضهم بالتفريق، انظر: حاشية الجمل (1/ 602)، و النجم الوهاج (2/ 421).
    Mostrar más ...
    19 035
    190
    زفرة قاسمية: —————— ابتلي علامة الشام في زمانه جمال الدين القاسمي -رحمه الله- بوشاية أدخلته السجن، وأثيرت الأقاويل، وأشيعت الأباطيل؛ حتى اتهم بأنه ينتحل مذهبًا جديدًا اسمه "المذهب الجمالي" نسبة لنفسه، وقد عُرفت الحادثة بـ"حادثة المجتهدين". [1] ولا تخطئ عين الناظر أن من محركات تلك الفتنة ما حصل له من بسطة في العلم، وفتوح في الفهم، والحسد كالروح؛ لا يخلو منه جسد، لكن لا يراه أحد. وفي تلك الحادثة كما يرويها بقلمه أن المفتي الذي انتصب لضر الشيخ جمال الدين ومن معه اعتذر، وقال أن الله نصرهم عليه، وصار يطيب خواطرهم. شرع بعد تلك الحادثة بمدة في تفسيره "محاسن التأويل"، والحادثة لا تفارقه، ثم أتى لتفسير سورة يوسف، عند آية "قال يابني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدًا" فقال وكأنه يبث نفثة مكتومة، أكاد أتخيل زفرته وهو يتذكر ما حصل له: "وفي الآية دلالة على ما نشاهده من معاداة الأقران لمن ظهرت عليه مبادئ الجمال النفسي، والخلق المرضي، والجلال الظاهر على ملامحه، فيعيبونه بما يشينه في نفسه، أو عرضه، أو خلقه؛ دلالة على أن هذه سنة في الكون لا تغادر نبيًا، ولا حكيمًا، ولا عالمًا، مهما حسُنت أخلاقه، وجمل ظاهره وباطنه، جرت تلك السنة في الأناسي؛ فإن صبر الصالح، فاز بالولاية عليهم، وأحبوه بعد العداوة ولو بعد حين، وعادوا من آذاه" [2] القاسمي يكتب نفثته المكتومة؛ يكاد يقول: هذا ما حصل لي أيضًا في حادثة المجتهدين. ———— [1] انظر ما كتبه القاسمي نفسه عن "محنة المجتهدين" كما في كتاب: "إمام الشام في عصره جمال الدين القاسمي" للشيخ: محمد بن ناصر العجمي ص63- 95، وهذا العجمي إذا كتب سيرة أحد أفاد وأمتع؛ هو "شتيفان تسفايج" أهل التراث : )) [2] محاسن التأويل (6/ 241)
    Mostrar más ...
    23 518
    134
    📍إنا لله وإنا إليه راجعون … لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى انتقل إلى رحمة الله الواسعة شيخنا وفقيدنا الغالي : رحمك الله يافقيد مشروع وغفر لك وجعل ما أصابك كفارة ورفعة لك اللهم اغفر له وارحمه لمن لا يعرفه … الشيخ صاحب الأيادي البيضاء على كثير من طلبة العلم في العالم الإسلامي والقائم على عشرات المشاريع التطوعية والقنوات الإسلامية النافعة من أهمها جامع الكتب والمخطوطات والرسائل العلمية ، رحمه الله رحمة الأبرار ، و أحسن ضيافته ، ورفع درجته في عليين…
    Mostrar más ...
    21 863
    32
    تسعى إحدى المؤسسات لإطلاق تطبيق للتزكية يساعد المستخدم على قيام الليل والمداومة عليه، ورغبة في إثراء المحتوى والأدوات تم تصميم هذه الاستبانة، تعبئتك ونشرك للاستبانة سيسهم بشكل مباشر في تصميم التطبيق، احتسب الأجر وساهم في النشر: (متوسط مدة الإجابة: 1د) لمتابعة أخبار التطبيق:
    قيام الليل
    📊 نسعى لإطلاق تطبيق للتزكية يساعد المستخدم على قيام الليل والمداومة عليه، ورغبة في إثراء المحتوى والأدوات تم تصميم هذه الاستبانة ⏳ متوسط مدة الإجابة: دقيقة واحدة تعبئتك ونشرك للاستبانة سيسهم بشكل مباشر في تصميم التطبيق احتسب الأجر ولا تنس النشر 📌 لمتابعة أخبار تطبيقات التزكية: t.me/ALTazkiah 🚨 تنبيه: هذا الاستبيان لا يجمع أي معلومات عنك ولن يظهر بريدك الاليكتروني في الإجابة، ولمزيد من المحافظة على خصوصيتك قم بعمل تسجيل خروج من المتصفح قبل تعبئة الاستبيان .
    56 313
    301
    أن تكون شابًا في زماننا: ——————————- يحلو لكبار السن وصف الجيل الحالي بالترهل، وإلف الراحة، وسهولة الفرص، ثم تُزاد في الطنبور نغمة فتبدأ أحاديث التحسر على المشقة التي عاشوها، وأنهم لو كانوا في زماننا لكانت حياتهم خالية من المنغصات. وأنا هنا أقرّ لهم بأن غالب أحاديثهم عن الكفاح حقيقي، وأقول جزاكم الله خيرًا على ما بذلتموه من جهد ومواجهة صعاب. لكني أزعم أن ثمة زاوية مفقودة في الحكم، مردّها إلى أمرين: 1- الحكم على سهولة الحياة من خلال سهولة الوسائل التقنية، مع إغفال الثمن المعنوي والمادي لكونك فردًا من منظومة التسهيلات هذه؛ لذا غالبًا يأتي المثال بالحديث عن مشقة الحصول على الماء في السابق، مع يسر الحصول عليه في زماننا؛ وهذا مثال صحيح منقوص؛ هكذا بهذا التركيب. 2- الإطلالة على إشكالات هذا الجيل من شرفة خمسيني مستقر في حاله، ثابت في أساسيات متطلباته، طوي ملف زواجه ومورد رزقه ومسار حياته غالبًا، كُتبت فصول حياته بالحبر خلافًا للشاب الذي ينازع في كتابة أساسياته بقلم رصاص قد يمحوه ظرف عابر؛ فمن الطبيعي أن تكون إطلالة سائح أجنبي، يرى البيوت الأثرية بعيني فنان، يلتقط الصور، ينثر الحِكَم، بينما يعيش سكان هذه البيوت مشقة تحصيل أساسيات الطعام والدفء. أن تكون شابًا في زماننا يعني أن تعيش أسئلة ما خطرت على بال من سبقك، أن تصارع المسرد الزمني الذي وضع لك؛ تدرس في هذا السنّ، وتتوظف في ذاك السن، وتكون أسرتك في نطاق زمني معين؛ وإلا بدأت عليك الضغوط من خارجك، وشعور التأخر والفوات من داخلك. أن تكون شابًا في زماننا يعني أن يرتفع سقف اشتراطات رجولة الشاب، ومهام أنوثة الفتاة، وتزيد معايير (ملء العين)، فما ينظر إليه المسنّ على أنه ترف ومصاريف زائدة هو من صميم حاجات الشباب المعنوية، فالتقييم من خارج الجيل مهوّن لرتبة الحاجة. أن تكون شابًا في زماننا يعني أن تكثر الأشياء التي تعنيك، تحدي الأجيال السابقة في إيجاد موارد، تحدي هذا الجيل في ترتيبها ومحاربة الفوضى المستمرة فيها؛ وهذا في المعرفة، والمشاعر، والأشياء؛ فتذوق رغمًا عنك مالم يمتحن السابقون في معرفته من شهوات وشبهات، ثم إذا سقطت مرة نزع عنك ستار المحكمة السرية؛ ما كان يصنعه ابن القرية حين ضعفه مستترًا صار الآن محفوظًا منشورًا تتلقفه أعين الشامتين والفرحين بهذه السقطة تحت ستار العبرة والمصلحة. أن تكون شابًا في زماننا يعني أن يكون وهنك في روحك، وتعبك في داخلك، أما الرفاه الخارجي فقشرة رقيقة تخفي تحتها عواصف من التحديات على مستوى التمسك بالتدين الذي تتنازعه الشهوات والشبهات، وضبط العلم رغم المشتتات، وتكوين الأسرة وتكلفتها التشغيلية معنويًا وماديًا، كل ذلك في جو مسلوب الطمأنينة، مليء بمحفزات التوتر، محكوم باللهث المستمر. أن تكون شابًا في زماننا يعني أن تعايش في سنة ما عاشه غيرك في عشر سنوات من أحداث، وتكون مجبرًا على الشعور بدوار منعطفات الحياة الدائمة، وأن تواجه الخذلان حتى تعتاده بسبب كثرة الامتحانات الحياتية التي تواجهها. أن تكون شابًا في زماننا يعني أن تكون مقاتلًا في معركة النهايات المفتوحة، زخمٌ يغرقك بمسؤولية اختيار القرار الصحيح في كل مرة، عقائد وأفكار ومشاعر وأشياء بلا أقواس حاصرة، لا شيء سائد ويسير على الدليل التشغيلي لحياة السابقين، عليك بناء نموذجك الخاص بكل تفاصيله. أن تكون شابًا في حياتنا يعني أن تكتب منشورًا بهدف الشعور بمعاناة هذا الجيل، ورحمتهم وإعانتهم، لا بهدف التهوين من تضحيات السابقين والدخول في سباق تفضيل بين الأجيال، فيأتي من يستدرك باحترام السابقين، ونقد تصرفات وقع فيها بعض أبناء هذا الجيل، ثم تضطر لأن تكتب "طيب"؛ لأن الشرح عند اختلاف الأنظار وتعدد الزوايا= محرقة للأعصاب، متلفة للروح. كانت هذه الكلمات في خاطري قبل الانقطاع، آثرت كتابتها الآن ثم أعتزل لمدة لن تطول إن شاء الله، أستودعكم الله.
    Mostrar más ...
    47 606
    805
    قبل سنوات عقدت مجلسًا عفويًا مع بعض أصحابي عن بيان ابن حزم، وقوة لغته، وأثرها على طريقة حجاجه. لم يكن أبو محمد ممن تستهويه اللغة المترهلة، وهو آية باهرة في تغزله، حجة ظاهرة في تجزله. أبو محمد -رحمه الله- كان يجيع اللفظ، ويشبع المعنى، ولولا صورة ذهنية طبعت عنه بالحدة وبسط اللسان لعرف مقامه، وشاعت مناقبه، وسلمت له مقاليد الإمامة، والناظر للتراث التيمي لا تخطئ عينه أثر أبي محمد وإجلاله بين السطور. الرجل كأنه ولد في بئر الأدب فأتاه الفقه فأدلى دلوه؛ ويا لها من بشرى. ايتوني بفقيه واحد يقول مثل هذه العبارة العبقرية: "نوّار الفتنة لا يعقد" [1] يا للبهاء، يا للصياغة الآسرة؛ النوار نوع من الزهر، بهي الطلعة، حسن المنظر، وقوله لا يعقد: لا يثمر. يعني أن الفتن وإن حسنت في أعيننا إلا أنها لا تعطي ثمرًا كما نحب. اللهم احفظ هذا المنشور من حمى الاستدراك، ومن شرطة المعلومات البديهية الذين يقولون بوجود الصواب والخطأ عند كل إنسان؛ آمين. ———- [1] الأخلاق والسير ص84
    Mostrar más ...
    23 253
    136
    جسر الهذيان: ——————- يومًا ما قال جرير عن عمر بن أبي ربيعة: "ما زال يهذي حتى قال الشعر" [1] وهذا نص فتّاح لمن عالج مسائل العلم والتعليم، فما من مبدع في مجاله، محقق في تخصصه؛ إلا كانت له مرحلة هذيان وادعاءات، ليس شرطًا أن تكون تعالمًا محضًا، لكنها مرحلة وهم تسبق وضع القدم على الطريق. وبعيدًا عن النصائح الحالمة بترك وسائل التواصل أقول: استثمروا هذه الوسائل بصناعة صداقات تكون لكم بيئة آمنة تهذون فيها حتى تقولوا العلم. هذه ليست دعوة للتعالم؛ لكننا بحاجة إلى إراقة زبد البدايات بين يدي من لا يفشي أسرارنا اليوم، ولا يعيرنا بها غدًا. بعض من كنت أقرأ تغريداته السطحية قبل سنوات أقول في نفسي: كيف لمحدود الذكاء هذا أن يدخل مضائق العلم ودقائق المجال الذي تقحمه؛ هو اليوم مميز ويرجع إليه، دارس غلب فارس كما يقال، وحين سئل بعض أهل حضرموت عن سر تجارته مع وجود منافسين أكثر مالًا أجاب: غلبونا بالفلوس، وغلبناهم بالجلوس. الفهم يأتي مع الزمن، والعطاء الآمن من معينات الإتقان، قلبوا العلم مع أنفسكم، تأملوا فيه، اصطفوا صحبة تعرضون عليها بواكير إنتاجكم، اعتزلوا حينًا، وانشروا أحيانًا، الإدراك يتنامى بالإصرار؛ ستحاصرون قلعة المسألة العصية مدة ولو طالت؛ ثم تسقط بين أيديكم، منقادة، مستسلمة، مفشية أسرارها. اللهم فهمنا. —————— [1] العقد لابن عبدربه (6/ 231)
    Mostrar más ...
    24 722
    244
    Última actualización: 11.07.23
    Política de privacidad Telemetrio