لما ناجى الله موسى -عليه السلام- بين لنا أن تلك المناجاة هي من مواطن القرب منه، فقال: (وقربناه نجيا).
ومن فضل الله علينا ورحمته أنه لا يزال بإمكاننا -نحن- مناجاة الله، وذلك بالصلاة بين يديه، فقد قال الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ فِي صَلَاتِهِ فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ)، فالصلاة هي من مواطن القرب من الله لوقوع المناجاة فيها.
ومن مناجاة الله أيضا: دعاؤه، والثناء عليه، وطلب الحاجة منه، وهذا الدعاء هو -كذلك- من مقامات القرب منه { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِی عَنِّي فَإِنِّی قَرِیبٌ أُجِیبُ دَعوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}.
ولهذا لما اجتمعت عبادتي الصلاة والدعاء في موطن السجود، كان ذلك أقرب المواطن إلى الله عز وجل. (أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ)
فمن كان صادقا في
طلب القرب من ربه: فليهتز قلبه شوقا وإقبالا لمناجاته، وليحسن صلاته، وليكثر من سجوده، وليتذلل في طلبه، وليتلذذ بالثناء عليه، وليتذكر -كلما قام إلى الصلاة- أن الغاية من قيامه ذاك: هي مناجاة الله عز وجل حقا، والقرب منه صدقا.
#الصلاة
د.عبدالرحمن السيّد
Показати повністю ...