barcha postlar قناة د/ سلطان العميري

إعلان *برنامج أصول النحو العربي وأسس تحليله تقديم الأستاذ الدكتور سليمان العايد ضمن مبادرات جمعية ومضة للتعليم بمكة المكرمة لعام 2024، *يهدف لتمكين طلاب العلوم الشرعية والعربية من ممارسة أصول النحو ويستهدف طلاب العلم الشرعي والدراسات العليا. شهادة حضور البرنامج بدون رسوم ويُقام في قاعة التدريب بجمعية العزيزية والعوالي حضوري وعن بعد ويبدأ التسجيل في يوم الخميس 16 – 10 – 1445هـ وينتهي يوم الأحد 19 -10 -1445هـ، ويبدأ البرنامج في 22 - 10 – 1445هـ من الساعة 7 مساءً إلى الساعة 10 مساءً. للتسجيل : https://forms.gle/vFKaCfhmQwkjtTTh7

ورقة جديدة : ((مفهوم صبغة الله،وآثارها)) 👇👇👇

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، بين أيديكم أيها الكرام ورقة علمية بعنوان (تحرير النظر في العلة الموجبة للشرك الأكبر). حاولت فيها تحصيل الوصف الجامع للعلة للموجبة للشرك الأكبر في الأعمال الصادرة من المكلفين، وناقشت قدرا من المسائل المتعلقة به. وهذا الموضوع من المواضيع التي تمنيت أن تكون مضمنة في المسلك الرشيد، ولكن قدر الله وما شاء فعل، والكمال عزيز لا يكاد يبلغه أحد. ومع ذلك فهو موضوع جدير بالاهتمام والبحث، وتدخل ضمنه عدد من المسائل والقضايا العلمية الأصولية العميقة، منها: -كيف نحدد التعليل العقدي في كلام العلماء؟ -ما أدلة تلك التعليلات العقدية؟ - ما الجواب عما يرد على بعضها من إشكالات؟ -ما العلاقة بين تلك التعليلات العقدية؟ وهل هي متداخلة أم منفصلة؟ -هل يصح أن يعلل الشرك بعلتين فأكثر؟ -ما أصل الانحراف في التعليل العقدي عند المنحرفين؟ ما أسباب ذلك وما آثاره؟ وغيرها من المباحث. فهذه الأسئلة وغيرها تحتاج إلى أبحاث جادة وموسعة في تحرير الموقف العلمي منها، ولعلي أنشط لكتابة بحث علمي في الجواب على هذه الأسئلة وغيرها. دونكم الورقة العلمية👇👇

هذه ورقة فيها تحليل لكثير من مظاهر الانحراف عند من يسمون (الحدادية الجدد) 👇👇

(والآيات السابقة تدل على أهمية التوحيد وإفراد الله تعالى بالعباد، وعظيم منزلته وعلو درجاته، وشدة الحث عليه والترغيب فيه، وذلك بعدد من الدلالات: الدلالة الأولى: الحكم على من ترك التوحيد وعبادة الله تعالى بالسفة وقلة العقل. الدلالة الثانية: أن توحيد الله تعالى وإفراده بالعبادة هو الذي عليه كرام الناس وأعلاهم قدرا، ومن أشهرهم إبراهيم عليه السلام، أبو الأنبياء وخليل الله. الدلالة الثالثة: أن التوحيد وإفراد الله بالعبادة هو الأمر الذي أمر الله به خليله إبراهيم فبادر إلى الإقرار به من غير تردد ولا تراخٍ. الدلالة الرابعة: أن توحيد الله تعالى وإفراده بالعبادة هو ما كان يدعو به الأنبياء الكرام لأنفسهم ولأولادهم من بعدهم. الدلالة الخامسة: أن توحيد الله تعالى وإفراده بالعبادة هو ما كان يوصي به الأنبياء الكرام أنبائهم. الدلالة السادسة: أن توحيد الله تعالى وإفراده بالعبادة هو ما اختار الله تعالى لعباده واصطفاه لهم.)

كثيرا ما أحدث من التقي به من الزملاء والأصدقاء عن أهمية (ختمة السماع). ومعناه : أن يحرص المسلم على أن يسمع القرآن من أوله آخره ، فهذه الختمة لها أثر كبير في النفس والعقل والفهم . وكنت أقول لهم : من أعظم إنجازاتي في رمضان أني حققت ختمة السماع مع إمامنا في القيام . والحديث عن (ختمة السماع ) فيه تفاصيل عديدة ، لعله يكون في منشورات أخرى . والقصد الآن التعريف بمبادرة مفيد، تعين المسلم على تحقيق ختمة السماع . ودونكم رابط المبادرة. https://t.me/monsit3

اهتمام القرآن بقبول العمل الصالح . 👇👇👇

ورقة علمية بعنوان : هل علماء الأشاعرة لا يعرفون الله ؟ 👇👇

هذه القناة فيه ردود علمية ممتازة على المنحرفين في تكفير أعيان علماء المذهب الأشعري. وفيها تتبع تفصيلي رائع في نقد شبهاتهم وعاواهم وشعاراتهم . فهي مفيدة لكل من هم مهتم بنقد هذه الطائفة المنحرفة . https://t.me/rdodelmeh

تفكيك الشعارات الحدادية: يقوم الفكر الحدادي المنحرف على جملة من القواعد المنحرفة، والشعارات العاطفية المزيفة، وأضحت تلك القواعد والشعارات أشبه بالمنطلقات التي يعتمدون عليها في التأثير على المبتدئين في العلم، والضغط على صغر طلبة العلم لتغيير قناعتهم. ومن أهم ما يبين زيف هذا الفكر وانحرافه النقد العلمي المؤصل، الذي يقوم على اللغة العلمية والمنهج العلمي في الاستدلال والبناء والنقد، ويستحضر مسالك العلماء في ذلك كله. فهذا الأسلوب يجعل العقلاء يدركون حقيقة الانحراف في تلك القواعد والشعارات الحدادية، وأنها في الحقيقة ليست مبنية على علم صحيح، ولا استدلال منضبط. وقد يسر الله عز وجل لي نقد عدد من تلك الشعارات العاطفية التي يقوم عليها الفكر الحدادي، ونُشِرت في أبحاث متعددة. ومن ذلك: 1-شعار التأثر بالفكر الإنساوية، فكانوا يكررون كثيرا بأن من يخالفهم في غلوهم في تكفير علماء الأشاعرة إنما هم متأثرون بالفكر الإنسانوي المعاصر. 2-أن الخلاف معهم في تكفير أعيان المذهب الأشعري إنما هو بينهم وبين المعاصرين، وأما الأئمة المتقدمون فإنهم لا يخالفونهم في ذلك. 3-أن ما يقرره ابن تيمية وغيره من محققي أهل السنة مجرد اجتهاد منهم في تحرير مذهب السلف، وأنهم متبعون لمذهب السلف ولا يتبعون غيرهم ممن جاء بعدهم. 4-المطالبة بقائمة من يحكم بكفره من أعيان المذهب الأشعري، فكانوا يكررون بأنه لا يصح أن يقبل قول من يقول بالإعذار بالجهل والتأويل لعلماء المذهب الأشعري حتى يأتي لهم بقائمة العلماء الذين يكفرهم، فإن لم يأت بتلك القائمة فقوله لا حقيقة له، ولازمه أن حجة الله لم تقم على أحد من المخالفين لمذهب السلف. 5-أن أئمة السلف أجمعوا على تكفير أعيان الجهمية، فمن خالف في ذلك فقد خالف إجماع أئمة السلف. 6-أن الإمام أحمد كان يكفر كل أعيان الجهمية بلا استثناء، فمن يقول: بأن بعض أعيان الجهمية يمكن أن يعذر بالجهل والتأويل فهو مخالف للإمام أحمد، وبناء عليه، فابن تيمية كان في قوله مخالفا للإمام أحمد في هذه القضية. 7-أن من يعذر علماء الأشاعرة في قولهم ولا يكفرهم في تأوليهم لصفات الله يجعل صفات المخلوق أعظم من صفات الخالق، ويقدم حق المخلوق على حق الخالق. وقد قمت بنقد هذه الشعارات كلها بحمد الله، ونشرت في أبحاث متعددة. وفي الأيام القريبة القادمة سأنشر بإذن الله عددا من الأبحاث التي فيها تفكيك لعدد من العشارات الحدادية الأخرى، ومنها: الأولى: أن علماء الأشاعرة لا يعرفون الله. الثانية: أنكم تدافعون عن علماء الأشاعرة أكثر من دفاعهم عن صفات الله، وأكثر من دفاعكم عن علماء أهل السنة. وغيرها من الشعارات التي تتجدد يوما بعد يوم.

لمن أراد تحميل كتاب من كتبي. هذا ملف جمعت فيه كل كتبي المنشورة في الشبكة . وسيحدث الملف باستمرار إن شاء الله . وبارك الله فيك جمعه ونسقه .

يعيش المسلم في آخر لحظات شهر رمضان شعور مختلط بعدد من المعاني، يجتمع في حقه الفرح والحزن والخوف والرجاء. ويعيش المسلم بالفرح أن أتم شهر رمضان، صياما وقياما وذكرا ودعاءً. ويعيش المسلم بالحزن على فوات شهر الخير والبركة. ويعيش المسلم بالخوف ألا يكون مقبولا في رمضان، أو يكون قد قصر في حق ربه وخالقه. ويعيش بالرجاء أن يجعله الله من المقبولين في هذا الشهر، شهر الخير والبركة والعطاء الإلهي. والجمع بين هذه المعاني ليس تناقضا ولا نقصا، وإنما هو مقتضى تعدد شعب الإيمان وجهاته ومتعلقاته.

من أعمق المعاني المتعلقة بالاستغفار : أن من موجباته استحضار النقص في التعامل مع الله تعالى . وهذا معنى لطيف جدا . وتفصيل شيء مما يتعلق به في الملف السابق 👆

في نهاية شهرنا الكريم تأملوا هذا الكلام 👇👇

التداعي إلى الله ،،، من أعظم ما يقع في مواسم الخير ، كرمضان والليالي العشر منه: أن يداعى المسلمون بالإقبال على الله ، والتوجه إليه، والدخول إلى ساحات كرمه. فإنك ترى مواقع التواصل مزدحمة بالرسائل التي تحث الناس على استثمار الأوقات الفاضلة، بقراءة القرآن والذكر والدعاء والابتهال والتضرع. وهذا التداعي من أعظم المعاني الإيمانية التي تقع في هذه المواسم الفاضلة. هذا التداعي يدل على عظمة الله جل جلاله. ويدل على سعة رحمته وكرمه وجوده. ويدل على شدة حب المسلمين لربهم وتعلقهم به. ويدل عظمة دين الإسلام وبهائه وجماله. فما أجمل هذا التداعي وما أفخمه وما أشرفه.

مهما قيل في تحديد ليلة القدر، تبقى ليلة (٢٧) ليلة لها منازلة رفيعة في نفوس المسلمين . والعاقل هو الذي يفكر كيف يستثمر هذه الليلة الشريفة، ويسعد لها قبل دخولها . يهيئ نفسه ويفرغ وقته ، ويسعد بكل ما يعينه على اسثمار ساعاتها . ومن أقوى صور الاستعداد: -أن يرتب المسلم أذكاره وعدد ما سيقرأ من القرآن. -أن يرتب المسلم حاجاته ودعواته ليدعو الله بها في هذه الليلة .

من أعظم ما جاء به القرآن وبثه في الوجود، وجعل له دويا في الآفاق: الثناء الله تعالى ، وذكر كمالاته وأفعاله وآيات. كانت الأرض مجذبة من الثناء على الله ، حتى نزل القرآن ، فأحيا الثناء عليه سبحانه في الأرض. ويجب علينا الثناء على الله تعالى لعدد من الأسباب ، منها : الأول: لأنه سبحانه يستحق الثناء، فهو أهل أن يحمد، وأهل أن يمدح، وأهل أن نصرخ بالثناء عليه. الثاني: لأنه سبحانه يحب الثناء، فنحن نثني على الله تعالى، لأنه فعل يحبه ، فنفعل ما يحبه الله. الثالث: مراغمة الشيطان وأهل الضلال ، فإنهم تعرضوا لمقام الله ونسبوا إليه النقائض ، فمن أعظم ما يجب أن يواجه به فعلهم القبيح أن نكثر من الثناء على الله ، ونصدح به في الآفاق . حاول وأنت تثني على ربك أن تتذكر هذه المعاني ، فإنها تجعل لثنائك عليه سبحانه حلاوة ولذة، وتحول أكثر دعائك ثناء ومدحا وتمجيدا لله تعالى.

من كتاب (جُنة السالكين) للدكتور سلطان العميري https://t.me/tahrirateaqdia

حالة: التشرب في الإيمان وفي الكفر: ((قوله تعالى: {وأشربوا في قلوبهم العجل} الإشراب: خلط لون بلون، يقال: أبيض مشرب بحمرة، إذا كان يخالطه حمرة. وقد اختلف العلماء في معنى هذه الجملة، فقيل: تمكن حب العجل من قلوبهم، واستحوذ عليها، وتخللها، وهو قول قتادة وأبي العالية والربيع، وقيل: معناه أنهم سقوا الماء الذي ذري فيه رماد العجل، وذلك أن موسى حرق العجل وطحنه، ثم ذراه في اليم، ثم قال لهم موسى: اشربوا منه، فشربوا منه، فمن كان يحبه خرج على شاربه الذهب، وهو قول السدي وابن جريج. والصحيح القول الأول، وهو اختيار كثير من المفسرين، واستدلوا عليه بعدد من الأدلة، منها: أن الماء لا يقال فيه: أشرب فلان في قلبه، وإنما يقال ذلك في حب الشيء، فيقال فيه: أشرب قلب فلان حب كذا، بمعنى سقي ذلك حتى غلب عليه وخالط قلبه( ). قوله تعالى: {بكفرهم} الباء هنا سببية، ويكون المعنى: أن ما حصل لهم من تعلق قلوبهم بالعجل واستحواذه عليهم إنما كان بسبب ما هم عليه من الكفر. وفي هذا الموضع أمران مهما: الأول: الإشارة إلى معنى التشرب، وحاصله أن المكلف قد يصل حالة من التشبع بالفساد والتعلق به، بحيث يكون متخللا قلبه وحياته، فلا يستطيع أن يتخلص منه، وتراه يبذل كل ما بوسعه ليبقى عليه، وهذا الحال من أخطر الأحوال التي يمكن أن يصل إليها المكلف في تعلق بالانحراف. وكثير من المنحرفين وصلوا إلى هذه المرحلة وهم لا يشعرون، فتراه متشربا لما هو عليه من الانحراف، فينبغي على المكلف أن يتفقد نفسه، حتى يسلم من هذا الداع العضال، وكذلك يجب على المصلحين أن يتفقدوا الناس ويسعوا إلى تخليصهم من هذا المرض. وإذا كان القلب يشرب بحب الكفر، فإنه في المقابل يشرب بحب الإيمان والتقوى، وهذه الحالة من أشرف الحالات التي يمكن أن يصل إليها العبد في علاقته مع الله، وهي من المعاني الإيمانية التي ينبغي أن يبحث عنها السائرون إلى الله كثيرا. الثاني: الإشارة إلى آثار الكفر، فهذه الآية تبين أن أثر الكفر ليس على دين الإنسان فقط، وإنما له أثر كبير على قلبه وآلات إدراكه، والله تعالى قد ذكر عن اليهود أن الكفر أثر عليهم كثيرا في قلوبهم، فقد أثر عليهم في الفهم والإدراك، وأصبحت قلوبهم غلف، وأثر عليهم في التعلق بالفساد والانحراف، وأضحت قلوبهم متعلقة بالخرافات والأساطير)).

رحمة الله بعباده في وفائه بعهده لهم: ((قوله تعالى: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم} [البقرة: 40]. قوله تعالى: {وأوفوا بعهدي} الوفاء هو أداء الأمر على جهة التمام، وأصل الوفاء: تمام الشيء، فهو معنى مركب من الأداء والإتمام( )، ولهذا هو أبلغ من لفظ "أدوا" مثلا. فالمطلوب من الناس أن يؤدوا حقوق الله تامة. وأما المراد بعهد الله، فقد سبق الكلام فيه، وجاءت روايات عديدة عن أئمة السلف في تفسيره، يرجع مجملها إلى أن المراد به ما أخذ على بني إسرائيل في التوراة أن يبينوا للناس أمر محمد صلى الله عليه وسلم أنه رسول، وأنهم يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة أنه نبي الله، وأن يؤمنوا به وبما جاء به من عند الله، ويدخلوا في دين الإسلام( ). قوله تعالى: {أوف بعهدكم} أي: أنجز لكم ما وعدتكم بكماله وتمامه، وقد ذكر الحسن البصري أن المراد بعهده لبني إسرائيل هو المذكور في قوله تعالى: {ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم وأقرضتم الله قرضا حسنا لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات تجري من تحتها الأنهار} الآية [المائدة: 12]. وهذه الآية من أعظم الآيات التي تبين رحمة الله تعالى بعباده ولطفه بهم، وذلك من وجوه: الأول: أنه وضع على نفسه عهودا لعباده، وهو الملك الجبار سبحانه الغني عن كل ما سواه، ومع ذلك يجعل على نفسه عهودا وواجبات لعباده. الثاني: أنه يتحبب إلى عبادة بأسلوب المقابلة الذي يتضمن الحث والترغيب، فقال هنا: أوفوا بعهدي أوف بعهدكم، والعباد يجب عليهم أن يوفوا بعهد الله سواء وضع الله على نفسه عهدا أو لم يضع، وسواء، وسواء وعدهم بشيء عند فعلهم لما يجب عليه أم لم يعدهم، ولكن لسعة رحمة الله بعباده ولطفه بهم يرغبهم بما يشبه المقابلة والمقايضة، كما في قوله تعالى: {إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم}.))

الاحتفاء الإلهي بالمؤمنين: ((قوله تعالى: {أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون} [البقرة: 5]. قوله: {أولئك على هدى من ربهم}، أولئك ضمير منفصل يشار به للبعيد، ولعل من حكم ذلك بيان علو منزلة المتقين وارتفاع شأنهم، فإن العرب إذا أراد تفخيم شيء ورفع منزلته تستعمل ضمير البعيد، فتقول مثلا: الصحابة أولئك الأبرار. قوله: {على هدى}، استعمال حرف "على" هنا يدل على شدة تمكن المتقين من الهدى واستقرارهم فيه وتمسكم به( ). قوله: {على هدى}، الهداية هنا تشمل أمرين: الأول: البيان والعلم، والثاني: التوفيق والسداد. جاء لفظ الهداية هنا منكرا، ليكون مطلقا شاملا لكل أنواع الهداية، وهذا فيه تفخيم وتعظيم لما هم عليه من الهداية، فهي واسعة جدا، بحيث لا يقدر قدرها( ). قوله: {على هدى من ربهم}، تأكيد على أن ما أصابهم من الهداية العظيم إنما هو من ربهم وكرمهم واعتنائه بهم. ويكون معنى الآية: إن المتقين الذين ارتفعت منزلتهم وعلا شأنهم سيتفضل الله تعالى بهداية عظيمة شاملة للدلالة على العلم والتوفيق والسداد، وتكون مستقرة في حياتهم مؤثرة فيها. وقوله: {على هدى من ربهم}، فيه دليل على مذهب أهل السنة في إثبات أن الله تعالى خالق لأفعال العباد ومؤثر فيها، وفيه رد على مذهب المعتزلة القائلين بأن العباد يخلقون الهداية والإيمان في أنفسهم، وأن الله لا يؤثر في أفعالهم. قوله: {وأولئك هم المفلحون}، يرجع معنى الفلاح إلى حصول الخير وانتفاء الشر( ). وقوله: {هم المفلحون} استعمل فيه ضمير الفصل "هم" من فوائده تأكيد اختصاص الصفة بالموصوف( ). ويكون معنى الآية: المتقون الذين ارتفعت منزلتهم وعلا شأنهم هم أكثر الناس حصولا على الخير وانتفاء الشر. وبناء على ما سبق فإنه يظهر أن الله تعالى أعلا من شأن المتقين ورفع من بقدرهم بستة أمور: الأول: استعمال ضمير الفصل الذي يكون للبعيد، كناية عن ارتفاع منزلتهم، والثاني: استعمال حرف الاستعلاء، كناية عن تمكنهم من الهداية، والثالث: تنكير لفظ الهداية، كناية عن شمولها لمعان لا حصر لها، والرابع: نسبة هدايتهم إلى الله، وكناية عن عنايته بهم سبحانه، والخامس: إعادة استعمال ضمير الفضل الذي للبعيد، كناية عن تأكيد علو شأنهم، والسادس: استعمال ضمير الفصل "هم"، كناية عن مزيد اختصاصهم بالفلاح. ويكون حاصل معنى الآية بناء على ما سبق: إن المتقين الذين علا شأنهم وارتفعت منزلتهم سيخصهم الله بهداية من عنده لا حصر لها، وتكون شاملة لكل ما يفيدهم في العلم والإيمان، إن المتقين الذين علا شأنهم وارتفعت منزلتهم سيجعلهم الله أكثر الناس اختصاصا بالحصول على الخير وانتفاء الشر. وبهذا التوضيح يظهر معنى من المعاني التربوية العظيمة في القرآن، هو "الاحتفاء الإلهي بالمؤمنين"، ومعناه: أن الله تعالى يظهر علو شأن المؤمنين عنده وارتفاع منزلتهم وشرف حالهم. وهذا المعنى من المعاني الإيمانية التربوية التي تكررت كثيرا في القرآن، كما سيأتي بينه. ومن نتائجه التربوية أن المسلم كما ازداد تحقيقا للتقوى وتمسكا بتلك الصفات الخمس ومقتضياتها، ازداد حصولا على تلك المعاني، وازداد ظفرا بالاحتفاء الإلهي به. وهذا الأسلوب من أقوى الأساليب الداعية للصادقين إلى التمسك بتلك الصفات، والحرص على تحقيقها على أكمل وجه))

(محركات القلوب إلى تقوى الله) من كتاب جُنة السالكين. للدكتور سلطان العميري