"كُلُ شيءٍ في الحربِ مُختلف، فحتى احتمالات الموت مُختلفة، والأمنيات مُتعددة، فللحربِ خياراتُها أيضًا. نعم نُريد النجاة، لكن إذا لم نَنجُ، فإننا نُريد أن نموت بطريقةٍ أفضل. ألا ننتظرَ طويلًا تحت الأنقاض، وألا نموتَ أشلاءً، أن نموتَ فقط ميتةً سريعة وبسيطة، ووجوهنا كاملة، كي يحفظها من نُحبَ بالشكل الجميل الذي عرَفهُ دومًا"
يوميات غزة: الحرب تُغيّرُ كلَّ شيءٍ ولا تتغيّر
🖋️المقداد مقداد
🖇️ لقراءةِ التّدوينة كاملة |
حكايا غزةيوميات غزة: الحرب تُغيّرُ كلَّ شيءٍ ولا تتغيّر - حكايا غزة
يومياتُ غزة: الحرب تُغيّرُ كلَّ شيءٍ، ولا تتغيّر ها نحنُ قد استيقظنا، يبدو اليوم الخميس. كُلّ الأيام بدت مُتشابهة، فقد تحوّل العدُّ من رزنامة الأيام في الشهر، إلى رُزنامةٍ أُخرى، هي رُزنامة الحرب. إذًا، اليوم ليس الخميس، وليسَ خامسُ أيامِ الأُسبوع، اليوم سادسُ أيامِ الحرب. لا يعني أنّنا استيقظنا، أنّنا نِمنا، إنها إغماضةٌ بين ساعةٍ وأُخرى، نأخذها، وتتكرَرُ في الليلةِ الواحدة بعض المرّات. أزلتُ مُنبه السادسة الذي كان يرنُّ يوميًا في الصباح، فصوتُ الصواريخ يكفي ويُقومُ بمفعوله. الصواريخ لا تتوقّف، الانفجارات في كلّ مكان، أكتبُ على “تويتر”، لكن، أتساءل، هل تكفي هذهِ الكلمات لتصفَ ما يحدُث؟ هل تكفي هذه الكلمات حقًا، كي يُدرك الناس أن الأصوات مُتكرّرة، في الثانية الواحدة، عشرات المرّات؟ أعودُ لأكتب. الصواريخ لا تتوقّف، انفجاراتٌ عنيفة في كلّ مكان، غارة أُخرى، قصفٌ مجنون، زلزال. الآن أعلم، هذه اللُغة التي قالوا طويلًا إنها أعظمُ لغات الأرض، وأكثرها امتلاءً بالمعاني وبالكلمات، هذهِ اللُغة التي عجزنا عن فهمها وإدراك عظمتها، تعجزُ الآن عن إدراك هولِ…