بسم الله الرحمـٰن الرحيم
غدا يتجدد اللقاء بالمنحة الإلـٰهية والمكرمة الربانية، يوم عرفة، هذي المنة من الباري عز وجل، هذي الرحمة التي وهبنا الله إياها، هذا العطاء، اليوم الوحيد الذي ثبت فيه نزول العظيم جل. جلاله إلىٰ السماء الدنيا. هذا الموعد الجليل الذي يتحضر فيه المؤمن وجدانيا وماديا، يطهّر نفسه وينقيها ويصفيها من شوائب الدنيا، يحضر زاده من الدعاء، يكثر فيها من توحيد الله عز وجل وتعظيمه بقلبه ولسانه وجوارحه.
موعد مباهاة الله تبارك وتعالىٰ بعباده، موعد غفران ذنوب السنين، موعد العتق الأعظم!
ثبت عن النبي صلىٰ الله عليه وسلم أن الله يعتق أكثر ما يعتق من عباده في هذا اليوم، وأنه يحتسب علىٰ الله أن يكفّر عمن صام هذا اليوم العام الذي قبله والذي بعده، وأنه عز وجل يدنو فيباهي بعباده المنكسرين المتضرعين القانتين لربهم الملائكةَ ويقول: ما أراد هؤلاء؟ وهو الكريم الجواد، يعين السائل علىٰ السؤال ليعطيه، المنان سبحانه!
ولا يغفل المؤمن في هذا اليوم عن الأعمال القلبية من تحقيق الخضوع والافتقار والتذلل للّٰه عز وجل والانكسار بين يدي المولىٰ وحبه والإشفاق من عذابه ورجاء جنته ولقائه.
ويحرص علىٰ أعظم الذكر وأعظم العبادة والدعاء فإنما هي سويعات تُقضىٰ. فيحرص علىٰ تعداد النوايا وإخلاصها، والحرص علىٰ الأعمال التي وردت فيها الأفضال الكثيرة مثل قول (لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)، وقول (سبحان الله وبحمده) وغيرها.
هذه المنح والرحمات من الله ينبغي أن تُقدَر حقها، ومن يُصرف عن رحمة الله فهو المحروم.
يُروىٰ عن بعض السلف رحمهم الله أنهم كانوا يجمعون دعواتهم ليبثوها للّٰه في هذا اليوم الموعود الفضيل.
ادامه مطلب ...